توقع خبراء اقتصاديون أن تشهد حركة السياحة في أوروبا انخفاضا حادا في السنوات المقبلة نتيجة الهجمات على الولايات المتحدة الشهر الماضي. ويتوقع الخبراء أن يفقد آلاف العاملين وظائفهم في القطاع السياحي الذي عاد على أوروبا بنحو 230 مليار دولار في العام الماضي أي 49 في المئة من إجمالي الدخل السياحي في العالم.
وقال خبير في مؤسسة إيكسان الفرنسية للسمسرة إن وضع أوروبا في مقدمة السياحة العالمية قد يكون عرضة للتقلبات، "خاصة أن الأرقام الأولية المتاحة لعام 2001 أشارت بالفعل إلى حدوث ركود حتى قبل الهجمات، وذلك بسبب تدني النمو في الولايات المتحدة".
وأشار إلى أن السياحة التي تمثل 5.5% من إجمالي الناتج المحلي السنوي في أوروبا سينخفض العام المقبل إلى 0.7% من 1.3%. يذكر أن قطاع السياحة في أوروبا انتعش بعد أربع سنوات من انتهاء حرب الخليج عام 1991 التي أحدثت ضربة للسياحة العالمية.
وفي إيطاليا يتوقع أن يسرح قطاع السياحة 16 ألف عامل على المدى القريب. وقال رئيس مجلس السياحة الحكومي الإيطالي إن عدد السياح الأميركيين انخفض بنسبة 25% ومن اليابان بمعدل 15%.
سياح في مطار مايوركا الإسباني (أرشيف)
وقدرت بريطانيا الشهر الماضي أن قطاع السياحة فيها سيخسر 2.5 مليار جنيه إسترليني (3.7 مليارات دولار) هذا العام. وقالت هيئة السياحة البريطانية إن 40% من الخسارة سببتها الهجمات على الولايات المتحدة, في حين يرجع الباقي إلى مرض الحمى القلاعية الذي انتشر بين الماشية في بريطانيا هذا العام وإلى الركود الذي يعم الاقتصاد العالمي.
وفي ألمانيا قال متحدث باسم الاتحاد الألماني لشركات السياحة الصغيرة إن نحو ثلاثة آلاف رحلة تلغى في ألمانيا يوميا. وقال الاتحاد الفرنسي للشركات السياحية إن نسبة إلغاء حجوزات السفر بين الفرنسيين بلغت 75% إلى الولايات المتحدة وكندا و35% إلى مصر ودول المغرب العربي. وفي اليونان حيث تمثل السياحة 7% من إجمالي الناتج المحلي, انخفض عدد السياح بما نسبته 20%.