ناشدت بريطانيا أرباب صناعة السياحة الأجانب عدم مقاطعة البلاد في ضوء تفاقم أزمة مرض الحمى القلاعية التي ألقت بظلالها القاتمة على صناعة السياحة البريطانية.
وجاءت مناشدة وزير السياحة البريطاني كريس سميث بعد اجتماعه مع المسؤول عن صناعة السياحة البريطانية الذي قال إن "ردة فعل هستيرية" بسبب المرض قد أبعدت السياح الأجانب عن البلاد.
وخاطب الوزير البرلمان قائلاً إن الريف البريطاني غير مغلق، وإن بإمكان السياح العثور على الكثير من وسائل الاستجمام المبهجة خارج المدن البريطانية. ولكنه قال إن المدن البريطانية قد تأثرت هي الأخرى بسبب خوف الزوار القادمين من أوروبا وأنحاء أخرى من العالم من القدوم إلى بريطانيا أصلاً.
ويقول أرباب صناعة السياحة إن مرض الحمى القلاعية بات يكلف تلك الصناعة حوالي 144 مليون دولار في الأسبوع، وإن هذا المبلغ قد يتضاعف في حال استمرار انتشار المرض في موسم الصيف.
وتم إلغاء حجوزات الفنادق الريفية وبيوت الضيافة السياحية بسبب حث الحكومة الناس على الابتعاد عن المناطق الموبوءة بالمرض خوفاً من انتشاره. كما أن بعض حدائق الحيوان والمتنزهات قد أقفلت أبوابها لأنها تقع في المناطق التي يحظر دخولها.
وأعلنت الحكومة البريطانية الثلاثاء عن تشكيل لجنة ريفية خاصة مهمتها تخفيف الأعباء التي تواجه بعض الأعمال القائمة في الريف، والتي ليس لها علاقة بالزراعة، ولكن من دون تعريض الإجراءات التي تتخذ للحد من انتشار المرض.
وعن هذه اللجنة قال وزير السياحة البريطاني إن بإمكانها أن تقوم بإرشاد السياح إلى المناطق التي لم تتعرض للمرض، والتي بإمكانهم الذهاب إليها. وأكدت نائبة الوزير جانيت إندرسون على الحاجة للمعلومات الدقيقة عن أماكن انتشار المرض، وما هو ملائم للناس فعله أو عدم فعله.
وألقى ألان بريتن رئيس مجلس السياحة الإنجليزي اللوم في تدني المداخيل السياحية على المبالغة في ردود أفعال وسائل الإعلام الأجنبية على المرض. ووصف ردود الأفعال تلك بـ "الهستيرية" وخص بالذكر الصحافة الفرنسية بالذات، وكيف أنها قد أثرت على سمعة بريطانيا في الخارج.
ويقول المراقبون إن الآثار الخطيرة من منظور اقتصادي سوف تكون أسوأ بكثير في القطاع السياحي منه في الزراعي، إذ يشكل الناتج المحلي البريطاني منها 2.7% مقارناً بـ 1.7% يشكله الزراعي.
وتقول السلطات السياحية البريطانية إن السياح والزوار الأجانب ينفقون حوالي 12.5 مليار جنيه إسترليني كل عام من مجموع 64 مليار جنيه توفرها الصناعة ككل.
ويزور معظم السياح العاصمة لندن، ولكن أعداداً كبيرة أخرى تتوجه إلى أماكن ريفية مثل أسكتلندا ودايفون وكورنوول وبحيرة دستركت في شمال شرق البلاد التي تأثرت كثيرا من انتشار المرض.