وأما حلف الفضول : فاجتمعوا له في دار عبد الله بن جدعان لشرفه وسنه ، وهم : بنو هاشم ، وبنو المطلب ، وأسد بن عبد العزى ، وزهرة بن كلاب ، وتيم بن مرة تعاهدوا على أن لا يجدوا بمكة مظلوما من أهلها ، أو ممن دخلها ، إلا قاموا معه ، حتى ترد إليه مظلمته ، فقال الزبير بن عبد المطلب :
إن الفضول تحالفوا وتعاقدوا
أمـر عليـه تحـالفوا وتعـاقدوا
أن لا يقيم ببطن مكة ظالم
فالجـار والمعتر فيهم سالم
فولي السقاية والرفادة هاشم بن عبد مناف . لأن عبد شمس سَفّار ، قلما يقيم بمكة . وكان مُقلا ذا ولد . وكان هاشم موسرًا ، وهو أول من سن الرحلتين ، رحلة الشتاء والصيف . وأول من أطعم الثريد بمكة ، فقال بعضهم : .
عمرو الذي هشم الثريد لقومه
قــوم بمكــة مســنتين عجـاف
ولما مات هاشم ولي ذلك المطلب بن عبد مناف . فكان ذا شرف فيهم ، يسمونه الفياض لسماحته .
وكان هاشم قدم المدينة . فتزوج سلمى بنت عمرو ، من بني النجار ، فولدت له عبد المطلب . فلما ترعرع خرج إليه المطلب ليأتي به ، فأبت أمه . فقال : إنه يلي مُلك أبيه . فأذنت له . فرحل به . وسلم إليه ملك أبيه . فولي عبد المطلب ما كان أبوه يلي . وأقام لقومه ما أقام آباؤه . وشَرف فيهم شرفًا لم يبلغه أحد من آبائه . وأحبوه وعظُم خطره فيهم .
. . . . . . . . . .
ثم ذكر قصة حفر زمزم ، وما فيها من العجائب .
ثم ذكر قصة نذر عبد المطلب ذبح ولده ، وما جرى فيها من العجائب .
ثم ذكر الآيات التي لرسول الله صلى الله عليه وسلم قبل ولادته ، وبعدها . وما جرى له وقت رضاعه وبعد ذلك .
ثم ذكر كفالة أمه له . ثم كفالة جده . ثم كفالة عمه أبي طالب .
ثم ذكر قصة بحيرى الراهب وغيرها من الآيات .
ثم ذكر تزوجه خديجة ، وما ذكر لها غلامها مَيْسرة ، وما ذكرته هي لورقة ، وقول ورقة :
لججتَ وكنت في الذكرى لجوجًا
لَهِـــم طالمـــا بعـــث النّشـــيجا
إلى آخرها .
ثم ذكر حكمه صلى الله عليه وسلم بين قريش في الحجر الأسود عند بنائهم الكعبة . وذكر قصة بنائها .